الإصحاح الأول
1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله
1: 2 كما هو مكتوب في الانبياء ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك
1: 3 صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة
1: 4 كان يوحنا يعمد في البرية و يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا
1: 5 و خرج اليه جميع كورة اليهودية و اهل اورشليم و اعتمدوا جميعهم منه في نهر الاردن معترفين بخطاياهم
1: 6 و كان يوحنا يلبس وبر الابل و منطقة من جلد على حقويه و ياكل جرادا و عسلا بريا
1: 7 و كان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني و احل سيور حذائه
1: 8 انا عمدتكم بالماء و اما هو فسيعمدكم بالروح القدس
1: 9 و في تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل و اعتمد من يوحنا في الاردن
1: 10 و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه
1: 11 و كان صوت من السماوات انت ابني الحبيب الذي به سررت
1: 12 و للوقت اخرجه الروح الى البرية
1: 13 و كان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان و كان مع الوحوش و صارت الملائكة تخدمه
1: 14 و بعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله
1: 15 و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل
1: 16 و فيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان و اندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين
1: 17 فقال لهما يسوع هلم ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس
1: 18 فللوقت تركا شباكهما و تبعاه
1: 19 ثم اجتاز من هناك قليلا فراى يعقوب بن زبدي و يوحنا اخاه و هما في السفينة يصلحان الشباك
1: 20 فدعاهما للوقت فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الاجرى و ذهبا وراءه
1: 21 ثم دخلوا كفرناحوم و للوقت دخل المجمع في السبت و صار يعلم
1: 22 فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان و ليس كالكتبة
1: 23 و كان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ
1: 24 قائلا اه ما لنا و لك يا يسوع الناصري اتيت لتهلكنا انا اعرفك من انت قدوس الله
1: 25 فانتهره يسوع قائلا اخرس و اخرج منه
1: 26 فصرعه الروح النجس و صاح بصوت عظيم و خرج منه
1: 27 فتحيروا كلهم حتى سال بعضهم بعضا قائلين ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لانه بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه
1: 28 فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل
1: 29 و لما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت الى بيت سمعان و اندراوس مع يعقوب و يوحنا
1: 30 و كانت حماة سمعان مضطجعة محمومة فللوقت اخبروه عنها
1: 31 فتقدم و اقامها ماسكا بيدها فتركتها الحمى حالا و صارت تخدمهم
1: 32 و لما صار المساء اذ غربت الشمس قدموا اليه جميع السقماء و المجانين
1: 33 و كانت المدينة كلها مجتمعة على الباب
1: 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة و اخرج شياطين كثيرة و لم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه
1: 35 و في الصبح باكرا جدا قام و خرج و مضى الى موضع خلاء و كان يصلي هناك
1: 36 فتبعه سمعان و الذين معه
1: 37 و لما وجدوه قالوا له ان الجميع يطلبونك
1: 38 فقال لهم لنذهب الى القرى المجاورة لاكرز هناك ايضا لاني لهذا خرجت
1: 39 فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل و يخرج الشياطين
1: 40 فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا و قائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني
1: 41 فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر
1: 42 فللوقت و هو يتكلم ذهب عنه البرص و طهر
1: 43 فانتهره و ارسله للوقت
1: 44 و قال له انظر لا تقل لاحد شيئا بل اذهب ار نفسك للكاهن و قدم عن تطهيرك ما امر به موسى شهادة لهم
1: 45 و اما هو فخرج و ابتدا ينادي كثيرا و يذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية و كانوا ياتون اليه من كل ناحية
الإصحاح الثاني
2: 1 ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت
2: 2 و للوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع و لا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة
2: 3 و جاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله اربعة
2: 4 و اذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان و بعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه
2: 5 فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك
2: 6 و كان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم
2: 7 لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده
2: 8 فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم
2: 9 ايما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك ام ان يقال قم و احمل سريرك و امش
2: 10 و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج
2: 11 لك اقول قم و احمل سريرك و اذهب الى بيتك
2: 12 فقام للوقت و حمل السرير و خرج قدام الكل حتى بهت الجميع و مجدوا الله قائلين ما راينا مثل هذا قط
2: 13 ثم خرج ايضا الى البحر و اتى اليه كل الجمع فعلمهم
2: 14 و فيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني فقام و تبعه
2: 15 و فيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين و الخطاة يتكئون مع يسوع و تلاميذه لانهم كانوا كثيرين و تبعوه
2: 16 و اما الكتبة و الفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين و الخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل و يشرب مع العشارين و الخطاة
2: 17 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة
2: 18 و كان تلاميذ يوحنا و الفريسيين يصومون فجاءوا و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا و الفريسيين و اما تلاميذك فلا يصومون
2: 19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا و العريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا
2: 20 و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام
2: 21 ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق و الا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردا
2: 22 و ليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب و الزقاق تتلف بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة
2: 23 و اجتاز في السبت بين الزروع فابتدا تلاميذه يقطفون السنابل و هم سائرون
2: 24 فقال له الفريسيون انظر لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل
2: 25 فقال لهم اما قراتم قط ما فعله داود حين احتاج و جاع هو و الذين معه
2: 26 كيف دخل بيت الله في ايام ابياثار رئيس الكهنة و اكل خبز التقدمة الذي لا يحل اكله الا للكهنة و اعطى الذين كانوا معه ايضا
2: 27 ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت
2: 28 اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا
الإصحاح الثالث
3: 1 ثم دخل ايضا الى المجمع و كان هناك رجل يده يابسة
3: 2 فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبت لكي يشتكوا عليه
3: 3 فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط
3: 4 ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر تخليص نفس او قتل فسكتوا
3: 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم و قال للرجل مد يدك فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى
3: 6 فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين و تشاوروا عليه لكي يهلكوه
3: 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر و تبعه جمع كثير من الجليل و من اليهودية
3: 8 و من اورشليم و من ادومية و من عبر الاردن و الذين حول صور و صيدا جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه
3: 9 فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه
3: 10 لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء
3: 11 و الارواح النجسة حينما نظرته خرت له و صرخت قائلة انك انت ابن الله
3: 12 و اوصاهم كثيرا ان لا يظهروه
3: 13 ثم صعد الى الجبل و دعا الذين ارادهم فذهبوا اليه
3: 14 و اقام اثني عشر ليكونوا معه و ليرسلهم ليكرزوا
3: 15 و يكون لهم سلطان على شفاء الامراض و اخراج الشياطين
3: 16 و جعل لسمعان اسم بطرس
3: 17 و يعقوب بن زبدي و يوحنا اخا يعقوب و جعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد
3: 18 و اندراوس و فيلبس و برثولماوس و متى و توما و يعقوب بن حلفى و تداوس و سمعان القانوي
3: 19 و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه ثم اتوا الى بيت
3: 20 فاجتمع ايضا جمع حتى لم يقدروا و لا على اكل خبز
3: 21 و لما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل
3: 22 و اما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول و انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين
3: 23 فدعاهم و قال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا
3: 24 و ان انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت
3: 25 و ان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت
3: 26 و ان قام الشيطان على ذاته و انقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء
3: 27 لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي و ينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا و حينئذ ينهب بيته
3: 28 الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر و التجاديف التي يجدفونها
3: 29 و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية
3: 30 لانهم قالوا ان معه روحا نجسا
3: 31 فجاءت حينئذ اخوته و امه و وقفوا خارجا و ارسلوا اليه يدعونه
3: 32 و كان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك و اخوتك خارجا يطلبونك
3: 33 فاجابهم قائلا من امي و اخوتي
3: 34 ثم نظر حوله الى الجالسين و قال ها امي و اخوتي
3: 35 لان من يصنع مشيئة الله هو اخي و اختي و امي
الإصحاح الرابع
4: 1 و ابتدا ايضا يعلم عند البحر فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة و جلس على البحر و الجمع كله كان عند البحر على الارض
4: 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال و قال لهم في تعليمه
4: 3 اسمعوا هوذا الزارع قد خرج ليزرع
4: 4 و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء و اكلته
4: 5 و سقط اخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض
4: 6 و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف
4: 7 و سقط اخر في الشوك فطلع الشوك و خنقه فلم يعطي ثمرا
4: 8 و سقط اخر في الارض الجيدة فاعطى ثمرا يصعد و ينمو فاتى واحد بثلاثين و اخر بستين و اخر بمئة
4: 9 ثم قال لهم من له اذنان للسمع فليسمع
4: 10 و لما كان وحده ساله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل
4: 11 فقال لهم قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله و اما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء
4: 12 لكي يبصروا مبصرين و لا ينظروا و يسمعوا سامعين و لا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم
4: 13 ثم قال لهم اما تعلمون هذا المثل فكيف تعرفون جميع الامثال
4: 14 الزارع يزرع الكلمة
4: 15 و هؤلاء هم الذين على الطريق حيث تزرع الكلمة و حينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت و ينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم
4: 16 و هؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح
4: 17 و لكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون
4: 18 و هؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة
4: 19 و هموم هذا العالم و غرور الغنى و شهوات سائر الاشياء تدخل و تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر
4: 20 و هؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة الذين يسمعون الكلمة و يقبلونها و يثمرون واحد ثلاثين و اخر ستين و اخر مئة
4: 21 ثم قال لهم هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير اليس ليوضع على المنارة
4: 22 لانه ليس شيء خفي لا يظهر و لا صار مكتوما الا ليعلن
4: 23 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع
4: 24 و قال لهم انظروا ما تسمعون بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم و يزاد لكم ايها السامعون
4: 25 لان من له سيعطى و اما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه
4: 26 و قال هكذا ملكوت الله كان انسانا يلقي البذار على الارض
4: 27 و ينام و يقوم ليلا و نهارا و البذار يطلع و ينمو و هو لا يعلم كيف
4: 28 لان الارض من ذاتها تاتي بثمر اولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملان في السنبل
4: 29 و اما متى ادرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لان الحصاد قد حضر
4: 30 و قال بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله
4: 31 مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض
4: 32 و لكن متى زرعت تطلع و تصير اكبر جميع البقول و تصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتاوى تحت ظلها
4: 33 و بامثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون ان يسمعوا
4: 34 و بدون مثل لم يكن يكلمهم و اما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء
4: 35 و قال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء لنجتز الى العبر
4: 36 فصرفوا الجمع و اخذوه كما كان في السفينة و كانت معه ايضا سفن اخرى صغيرة
4: 37 فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ
4: 38 و كان هو في المؤخر على وسادة نائما فايقظوه و قالوا له يا معلم اما يهمك اننا نهلك
4: 39 فقام و انتهر الريح و قال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح و صار هدوء عظيم
4: 40 و قال لهم ما بالكم خائفين هكذا كيف لا ايمان لكم
4: 41 فخافوا خوفا عظيما و قالوا بعضهم لبعض من هو هذا فان الريح ايضا و البحر يطيعانه
الإصحاح الخامس
5: 1 و جاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين
5: 2 و لما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس
5: 3 كان مسكنه في القبور و لم يقدر احد ان يربطه و لا بسلاسل
5: 4 لانه قد ربط كثيرا بقيود و سلاسل فقطع السلاسل و كسر القيود فلم يقدر احد ان يذلله
5: 5 و كان دائما ليلا و نهارا في الجبال و في القبور يصيح و يجرح نفسه بالحجارة
5: 6 فلما راى يسوع من بعيد ركض و سجد له
5: 7 و صرخ بصوت عظيم و قال ما لي و لك يا يسوع ابن الله العلي استحلفك بالله ان لا تعذبني
5: 8 لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس
5: 9 و ساله ما اسمك فاجاب قائلا اسمي لجئون لاننا كثيرون
5: 10 و طلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة
5: 11 و كان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى
5: 12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها
5: 13 فاذن لهم يسوع للوقت فخرجت الارواح النجسة و دخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر و كان نحو الفين فاختنق في البحر
5: 14 و اما رعاة الخنازير فهربوا و اخبروا في المدينة و في الضياع فخرجوا ليروا ما جرى
5: 15 و جاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا و لابسا و عاقلا فخافوا
5: 16 فحدثهم الذين راوا كيف جرى للمجنون و عن الخنازير
5: 17 فابتداوا يطلبون اليه ان يمضي من تخومهم
5: 18 و لما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه
5: 19 فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك و الى اهلك و اخبرهم كم صنع الرب بك و رحمك
5: 20 فمضى و ابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع فتعجب الجميع
5: 21 و لما اجتاز يسوع في السفينة ايضا الى العبر اجتمع اليه جمع كثير و كان عند البحر
5: 22 و اذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايروس جاء و لما راه خر عند قدميه
5: 23 و طلب اليه كثيرا قائلا ابنتي الصغيرة على اخر نسمة ليتك تاتي و تضع يدك عليها لتشفى فتحيا
5: 24 فمضى معه و تبعه جمع كثير و كانوا يزحمونه
5: 25 و امراة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة
5: 26 و قد تالمت كثيرا من اطباء كثيرين و انفقت كل ما عندها و لم تنتفع شيئا بل صارت الى حال اردا
5: 27 و لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء و مست ثوبه
5: 28 لانها قالت ان مسست و لو ثيابه شفيت
5: 29 فللوقت جف ينبوع دمها و علمت في جسمها انها قد برئت من الداء
5: 30 فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه و قال من لمس ثيابي
5: 31 فقال له تلاميذه انت تنظر الجمع يزحمك و تقول من لمسني
5: 32 و كان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا
5: 33 و اما المراة فجاءت و هي خائفة و مرتعدة عالمة بما حصل لها فخرت و قالت له الحق كله
5: 34 فقال لها يا ابنة ايمانك قد شفاك اذهبي بسلام و كوني صحيحة من دائك
5: 35 و بينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت لماذا تتعب المعلم بعد
5: 36 فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن فقط
5: 37 و لم يدع احد يتبعه الا بطرس و يعقوب و يوحنا اخا يعقوب
5: 38 فجاء الى بيت رئيس المجمع و راى ضجيجا يبكون و يولولون كثيرا
5: 39 فدخل و قال لهم لماذا تضجون و تبكون لم تمت الصبية لكنها نائمة
5: 40 فضحكوا عليه اما هو فاخرج الجميع و اخذ ابا الصبية و امها و الذين معه و دخل حيث كانت الصبية مضطجعة
5: 41 و امسك بيد الصبية و قال لها طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومي
5: 42 و للوقت قامت الصبية و مشت لانها كانت ابنة اثنتي عشر سنة فبهتوا بهتا عظيما
5: 43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك و قال ان تعطى لتاكل
الإصحاح السادس
6: 1 و خرج من هناك و جاء الى وطنه و تبعه تلاميذه
6: 2 و لما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع و كثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين من اين لهذا هذه و ما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه
6: 3 اليس هذا هو النجار ابن مريم و اخو يعقوب و يوسي و يهوذا و سمعان اوليست اخواته ههنا عندنا فكانوا يعثرون به
6: 4 فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و بين اقربائه و في بيته
6: 5 و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم
6: 6 و تعجب من عدم ايمانهم و صار يطوف القرى المحيطة يعلم
6: 7 و دعا الاثني عشر و ابتدا يرسلهم اثنين اثنين و اعطاهم سلطانا على الارواح النجسة
6: 8 و اوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا و لا خبزا و لا نحاسا في المنطقة
6: 9 بل يكونوا مشدودين بنعال و لا يلبسوا ثوبين
6: 10 و قال لهم حيثما دخلتم بيتا فاقيموا فيه حتى تخرجوا من هناك
6: 11 و كل من لا يقبلكم و لا يسمع لكم فاخرجوا من هناك و انفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم و عمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
6: 12 فخرجوا و صاروا يكرزون ان يتوبوا
6: 13 و اخرجوا شياطين كثيرة و دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم
6: 14 فسمع هيرودس الملك لان اسمه صار مشهورا و قال ان يوحنا المعمدان قام من الاموات و لذلك تعمل به القوات
6: 15 قال اخرون انه ايليا و قال اخرون انه نبي او كاحد الانبياء
6: 16 و لكن لما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت انا راسه انه قام من الاموات
6: 17 لان هيرودس نفسه كان قد ارسل و امسك يوحنا و اوثقه في السجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه اذ كان قد تزوج بها
6: 18 لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل ان تكون لك امراة اخيك
6: 19 فحنقت هيروديا عليه و ارادت ان تقتله و لم تقدر
6: 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار و قديس و كان يحفظه و اذ سمعه فعل كثيرا و سمعه بسرور
6: 21 و اذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه و قواد الالوف و وجوه الجليل
6: 22 دخلت ابنة هيروديا و رقصت فسرت هيرودس و المتكئين معه فقال الملك للصبية مهما اردت اطلبي مني فاعطيك
6: 23 و اقسم لها ان مهما طلبت مني لاعطينك حتى نصف مملكتي
6: 24 فخرجت و قالت لامها ماذا اطلب فقالت راس يوحنا المعمدان
6: 25 فدخلت للوقت بسرعة الى الملك و طلبت قائلة اريد ان تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق
6: 26 فحزن الملك جدا و لاجل الاقسام و المتكئين لم يرد ان يردها
6: 27 فللوقت ارسل الملك سيافا و امر ان يؤتى براسه
6: 28 فمضى و قطع راسه في السجن و اتى براسه على طبق و اعطاه للصبية و الصبية اعطته لامها
6: 29 و لما سمع تلاميذه جاءوا و رفعوا جثته و وضعوها في قبر
6: 30 و اجتمع الرسل الى يسوع و اخبروه بكل شيء كل ما فعلوا و كل ما علموا
6: 31 فقال لهم تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء و استريحوا قليلا لان القادمين و الذاهبين كانوا كثيرين و لم تتيسر لهم فرصة للاكل
6: 32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين
6: 33 فراهم الجموع منطلقين و عرفه كثيرون فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة و سبقوهم و اجتمعوا اليه
6: 34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا
6: 35 و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى
6: 36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون
6: 37 فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا
6: 38 فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان
6: 39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر
6: 40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين
6: 41 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين للجميع
6: 42 فاكل الجميع و شبعوا
6: 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة و من السمك
6: 44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل
6: 45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع
6: 46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي
6: 47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده
6: 48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم
6: 49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا
6: 50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا
6: 51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية
6: 52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة
6: 53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا
6: 54 و لما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه
6: 55 فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة و ابتداوا يحملون المرضى على اسرة الى حيث سمعوا انه هناك
6: 56 و حيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق و طلبوا اليه ان يلمسوا و لو هدب ثوبه و كل من لمسه شفي
الإصحاح السابع
7: 1 و اجتمع اليه الفريسيون و قوم من الكتبة قادمين من اورشليم
7: 2 و لما راوا بعضا من تلاميذه ياكلون خبزا بايد دنسة اي غير مغسولة لاموا
7: 3 لان الفريسيين و كل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ
7: 4 و من السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون و اشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس و اباريق و انية نحاس و اسرة
7: 5 ثم ساله الفريسيون و الكتبة لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة
7: 6 فاجاب و قال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا
7: 7 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
7: 8 لانكم تركتم وصية الله و تتمسكون بتقليد الناس غسل الاباريق و الكؤوس و امورا اخر كثيرة مثل هذه تفعلون
7: 9 ثم قال لهم حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم
7: 10 لان موسى قال اكرم اباك و امك و من يشتم ابا او اما فليمت موتا
7: 11 و اما انتم فتقولون ان قال انسان لابيه او امه قربان اي هدية هو الذي تنتفع به مني
7: 12 فلا تدعونه في ما بعد يفعل شيئا لابيه او امه
7: 13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه و امورا كثيرة مثل هذه تفعلون
7: 14 ثم دعا كل الجمع و قال لهم اسمعوا مني كلكم و افهموا
7: 15 ليس شيء من خارج الانسان اذا دخل فيه يقدر ان ينجسه لكن الاشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الانسان
7: 16 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع
7: 17 و لما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل
7: 18 فقال لهم افانتم ايضا هكذا غير فاهمين اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه
7: 19 لانه لا يدخل الى قلبه بل الى الجوف ثم يخرج الى الخلاء و ذلك يطهر كل الاطعمة
7: 20 ثم قال ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان
7: 21 لانه من الداخل من قلوب الناس تخرج الافكار الشريرة زنى فسق قتل
7: 22 سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل
7: 23 جميع هذه الشرور تخرج من الداخل و تنجس الانسان
7: 24 ثم قام من هناك و مضى الى تخوم صور و صيدا و دخل بيتا و هو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي
7: 25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت و خرت عند قدميه
7: 26 و كانت المراة اممية و في جنسها فينيقية سورية فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها
7: 27 و اما يسوع فقال لها دعي البنين اولا يشبعون لانه ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
7: 28 فاجابت و قالت له نعم يا سيد و الكلاب ايضا تحت المائدة تاكل من فتات البنين
7: 29 فقال لها لاجل هذه الكلمة اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك
7: 30 فذهبت الى بيتها و وجدت الشيطان قد خرج و الابنة مطروحة على الفراش
7: 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور و صيدا و جاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر
7: 32 و جاءوا اليه باصم اعقد و طلبوا اليه ان يضع يده عليه
7: 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية و وضع اصابعه في اذنيه و تفل و لمس لسانه
7: 34 و رفع نظره نحو السماء و ان و قال له افثا اي انفتح
7: 35 و للوقت انفتحت اذناه و انحل رباط لسانه و تكلم مستقيما
7: 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد و لكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا
7: 37 و بهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا جعل الصم يسمعون و الخرس يتكلمون
الإصحاح الثامن
8: 1 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا و لم يكن لهم ما ياكلون دعا يسوع تلاميذه و قال لهم
8: 2 اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون
8: 3 و ان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق لان قوما منهم جاءوا من بعيد
8: 4 فاجابه تلاميذه من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية
8: 5 فسالهم كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة
8: 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض و اخذ السبع خبزات و شكر و كسر و اعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع
8: 7 و كان معهم قليل من صغار السمك فبارك و قال ان يقدموا هذه ايضا
8: 8 فاكلوا و شبعوا ثم رفعوا فضلات الكسر سبعة سلال
8: 9 و كان الاكلون نحو اربعة الاف ثم صرفهم
8: 10 و للوقت دخل السفينة مع تلاميذه و جاء الى نواحي دلمانوثة
8: 11 فخرج الفريسيون و ابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه
8: 12 فتنهد بروحه و قال لماذا يطلب هذا الجيل اية الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل اية
8: 13 ثم تركهم و دخل ايضا السفينة و مضى الى العبر
8: 14 و نسوا ان ياخذوا خبزا و لم يكن معهم في السفينة الا رغيف واحد
8: 15 و اوصاهم قائلا انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و خمير هيرودس
8: 16 ففكروا قائلين بعضهم لبعض ليس عندنا خبز
8: 17 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز الا تشعرون بعد و لا تفهمون احتى الان قلوبكم غليظة
8: 18 الكم اعين و لا تبصرون و لكم اذان و لا تسمعون و لا تذكرون
8: 19 حين كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم قالوا له اثنتي عشرة
8: 20 و حين السبعة للاربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم قالوا سبعة
8: 21 فقال لهم كيف لا تفهمون
8: 22 و جاء الى بيت صيدا فقدموا اليه اعمى و طلبوا اليه ان يلمسه
8: 23 فاخذ بيد الاعمى و اخرجه الى خارج القرية و تفل في عينيه و وضع يديه عليه و ساله هل ابصر شيئا
8: 24 فتطلع و قال ابصر الناس كاشجار يمشون
8: 25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه و جعله يتطلع فعاد صحيحا و ابصر كل انسان جليا
8: 26 فارسله الى بيته قائلا لا تدخل القرية و لا تقل لاحد في القرية
8: 27 ثم خرج يسوع و تلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس و في الطريق سال تلاميذه قائلا لهم من يقول الناس اني انا
8: 28 فاجابوا يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون واحد من الانبياء
8: 29 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا فاجاب بطرس و قال له انت المسيح
8: 30 فانتهرهم كي لا يقولوا لاحد عنه
8: 31 و ابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و بعد ثلاثة ايام يقوم
8: 32 و قال القول علانية فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره
8: 33 فالتفت و ابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس
8: 34 و دعا الجمع من تلاميذه و قال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني
8: 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي و من اجل الانجيل فهو يخلصها
8: 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه
8: 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه
8: 38 لان من استحى بي و بكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين
الإصحاح التاسع
9: 1 و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة
9: 2 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم
9: 3 و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك
9: 4 و ظهر لهم ايليا مع موسى و كانا يتكلمان مع يسوع
9: 5 فجعل بطرس يقول ليسوع يا سيدي جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة
9: 6 لانه لم يكن يعلم ما يتكلم به اذ كانوا مرتعبين
9: 7 و كانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا
9: 8 فنظروا حولهم بغتة و لم يروا احدا غير يسوع وحده معهم
9: 9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احد بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات
9: 10 فحفظوا الكلمة لانفسهم يتساءلون ما هو القيام من الاموات
9: 11 فسالوه قائلين لماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا
9: 12 فاجاب و قال لهم ان ايليا ياتي اولا و يرد كل شيء و كيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا و يرذل
9: 13 لكن اقول لكم ان ايليا ايضا قد اتى و عملوا به كل ما ارادوا كما هو مكتوب عنه
9: 14 و لما جاء الى التلاميذ راى جمعا كثيرا حولهم و كتبة يحاورونهم
9: 15 و للوقت كل الجمع لما راوه تحيروا و ركضوا و سلموا عليه
9: 16 فسال الكتبة بماذا تحاورونهم
9: 17 فاجاب واحد من الجمع و قال يا معلم قد قدمت اليك ابني به روح اخرس
9: 18 و حيثما ادركه يمزقه فيزبد و يصر باسنانه و ييبس فقلت لتلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا
9: 19 فاجاب و قال لهم ايها الجيل غير المؤمن الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي
9: 20 فقدموه اليه فلما راه للوقت صرعه الروح فوقع على الارض يتمرغ و يزبد
9: 21 فسال اباه كم من الزمان منذ اصابه هذا فقال منذ صباه
9: 22 و كثيرا ما القاه في النار و في الماء ليهلكه لكن ان كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا و اعنا
9: 23 فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن
9: 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع و قال اؤمن يا سيد فاعن عدم ايماني
9: 25 فلما راى يسوع ان الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له ايها الروح الاخرس الاصم انا امرك اخرج منه و لا تدخله ايضا
9: 26 فصرخ و صرعه شديدا و خرج فصار كميت حتى قال كثيرون انه مات
9: 27 فامسكه يسوع بيده و اقامه فقام
9: 28 و لما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه
9: 29 فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم
9: 30 و خرجوا من هناك و اجتازوا الجليل و لم يرد ان يعلم احد
9: 31 لانه كان يعلم تلاميذه و يقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه و بعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث
9: 32 و اما هم فلم يفهموا القول و خافوا ان يسالوه
9: 33 و جاء الى كفرناحوم و اذ كان في البيت سالهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق
9: 34 فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم
9: 35 فجلس و نادى الاثني عشر و قال لهم اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل و خادما للكل
9: 36 فاخذ ولدا و اقامه في وسطهم ثم احتضنه و قال لهم
9: 37 من قبل واحدا من اولاد مثل هذا باسمي يقبلني و من قبلني فليس يقبلني انا بل الذي ارسلني
9: 38 فاجابه يوحنا قائلا يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك و هو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا
9: 39 فقال يسوع لا تمنعوه لانه ليس احد يصنع قوة باسمي و يستطيع سريعا ان يقول علي شرا
9: 40 لان من ليس علينا فهو معنا
9: 41 لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره
9: 42 و من اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى و طرح في البحر
9: 43 و ان اعثرتك يدك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اقطع من ان تكون لك يدان و تمضي الى جهنم الى النار التي لا تطفا
9: 44 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 45 و ان اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان و تطرح في جهنم في النار التي لا تطفا
9: 46 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 47 و ان اعثرتك عينك فاقلعها خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان و تطرح في جهنم النار
9: 48 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 49 لان كل واحد يملح بنار و كل ذبيحة تملح بملح
9: 50 الملح جيد و لكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ليكن لكم في انفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضا
الإصحاح العاشر
10: 1 و قام من هناك و جاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن فاجتمع اليه جموع ايضا و كعادته كان ايضا يعلمهم
10: 2 فتقدم الفريسيون و سالوه هل يحل للرجل ان يطلق امراته ليجربوه
10: 3 فاجاب و قال لهم بماذا اوصاكم موسى
10: 4 فقالوا موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق
10: 5 فاجاب يسوع و قال لهم من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية
10: 6 و لكن من بدء الخليقة ذكرا و انثى خلقهما الله
10: 7 من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته
10: 8 و يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد
10: 9 فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان
10: 10 ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك
10: 11 فقال لهم من طلق امراته و تزوج باخرى يزني عليها
10: 12 و ان طلقت امراة زوجها و تزوجت باخر تزني
10: 13 و قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم و اما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم
10: 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله
10: 15 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله
10: 16 فاحتضنهم و وضع يديه عليهم و باركهم
10: 17 و فيما هو خارج الى الطريق ركض واحد و جثا له و ساله ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية
10: 18 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله
10: 19 انت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب اكرم اباك و امك
10: 20 فاجاب و قال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي
10: 21 فنظر اليه يسوع و احبه و قال له يعوزك شيء واحد اذهب بع كل ما لك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني حاملا الصليب
10: 22 فاغتم على القول و مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة
10: 23 فنظر يسوع حوله و قال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله
10: 24 فتحير التلاميذ من كلامه فاجاب يسوع ايضا و قال لهم يا بني ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله
10: 25 مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
10: 26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع ان يخلص
10: 27 فنظر اليهم يسوع و قال عند الناس غير مستطاع و لكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله
10: 28 و ابتدا بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك
10: 29 فاجاب يسوع و قال الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي و لاجل الانجيل
10: 30 الا و ياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا و اخوة و اخوات و امهات و اولادا و حقولا مع اضطهادات و في الدهر الاتي الحياة الابدية
10: 31 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و الاخرون اولين
10: 32 و كانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم و يتقدمهم يسوع و كانوا يتحيرون و فيما هم يتبعون كانوا يخافون فاخذ الاثنى عشر ايضا و ابتدا يقول لهم عما سيحدث له
10: 33 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة و يحكمون عليه بالموت و يسلمونه الى الامم
10: 34 فيهزاون به و يجلدونه و يتفلون عليه و يقتلونه و في اليوم الثالث يقوم
10: 35 و تقدم اليه يعقوب و يوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا
10: 36 فقال لهما ماذا تريدان ان افعل لكما
10: 37 فقالا له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الاخر عن يسارك في مجدك
10: 38 فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكاس التي اشربها انا و ان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا
10: 39 فقالا له نستطيع فقال لهما يسوع اما الكاس التي اشربها انا فتشربانها و بالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان
10: 40 و اما الجلوس عن يميني و عن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم
10: 41 و لما سمع العشرة ابتداوا يغتاظون من اجل يعقوب و يوحنا
10: 42 فدعاهم يسوع و قال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم و ان عظماءهم يتسلطون عليهم
10: 43 فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما
10: 44 و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا
10: 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين
10: 46 و جاءوا الى اريحا و فيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه و جمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي
10: 47 فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدا يصرخ و يقول يا يسوع ابن داود ارحمني
10: 48 فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني
10: 49 فوقف يسوع و امر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك
10: 50 فطرح رداءه و قام و جاء الى يسوع
10: 51 فاجاب يسوع و قال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر
10: 52 فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر و تبع يسوع في الطريق