منذ شهر كتبت هنا عن قضية الدكتورة زمزم في جامعة جنوب الوادي، التي قام عميد كلية الطب البيطري بقنا بحرمانها من التعيين كمعيدة لقيامها بالدفاع عن حق زميلتها المسيحية في التعيين، حيث كان هذا العميد يرفض وبشدة تعيين الثانية على الدفعة لأنها مسيحية، وطلب من زمزم وباقي الأوائل أن يبعدوا الفتاة المسيحية لكي يوقع قرار تعيينهم، زمزم رفضت هذه العنصرية وتمسكت بحق زميلتها في التعيين، فالتفوق غير مرتبط بالديانة،
حررت مذكرة إلى رئيس الوزراء ووقع عليها جميع الأوائل بالكلية، وطالبوا بحق زميلتهم المسيحية في التعيين، وعقابا لزمزم قام العميد المريض بكراهية المسيحيين بمعاقبة زمزم وحرمانها من التعيين كمعيدة وكان مبرره التافه أن زوجها معيد بالكلية، وكما انه لا ولاية لمسيحى كافر على مسلمين، لا لتعيين زوجة في كلية سبقها إليه زوجها.
كنت أظن أن هذا العميد هو الشخصية المريضة العنصرية الوحيدة فى جامعة جنوب الوادى، لكن للأسف كنت واهما، فالأوراق التي بين يدي تؤكد أن العنصرية ظاهرة ووباء متأصل ومتفشٍ في الجامعة، وأظن أن هذه العنصرية والكراهية للمسيحيين تتم برعاية رئيس هذه الجامعة، تماما مثل رئيس جامعة عين شمس ماجد الديب، الذي تواطأ ضد أستاذ مسيحي ولم يُحل وقائع التزوير فى قرار ترقيته للنائب العام.
الحكاية ببساطة أن الطالب بيشوى زارع عبد الحنون بطرس (23 سنة) حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من قسم التصوير بجامعة جنوب الوادي فرع الأقصر دور مايو 2010، وكان ترتيبه الأول على شعبة التصوير، عميد كلية الفنون الجميلة د.محمد عرابى، تقدم بمذكرة إلى رئيس الجامعة طالب فيها بتعيين أوائل الشعب كمعيدين، تضمنت المذكرة اسم بيشوى وثلاثة أوائل آخرين من المسلمين، تعرفوا ماذا حدث؟، أقول لكم: وصل الكلية على مكتب العميد قرار التعيين، وكان يشمل الثلاثة المسلمين فقط، وتم استبعاد بيشوى المسيحي، والطريف أن القرار تضمن تعيين خريج من دفعة 2009، شعبة الجداريات، القرار موقع من الدكتور عبد الفتاح هاشم نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، لماذا لم يتم تعيين بيشوى؟، ولماذا تم حذف اسمه من المذكرة التي رفعها عميد كليته؟.
اعتقد أن الإجابة واضحة لأن الأول على شعبة التصوير اسمه بيشوى وليس محمدا، لأنه في خانة الديانة مسيحي وليس مسلما، ببساطة شديدة لأن نائب رئيس الجامعة ورئيسها يكرهان المسيحيين، ويعتقدان أنه لا ولاية لمسيحي كافر على مسلم مؤمن، وهذه الوظيفة ستمنح لهذا الشاب المتفوق الكافر حق ولاية ورئاسة على مسلمين، فقاما بتطبيق القاعدة باستبعاد الشاب الكافر.
ما هو المبرر الذي قدمه رئيس الجامعة ممثلا في نائبه د.عبدالفتاح؟، ما هي حيثيات حذف اسم بيشوى الكافر من أمر تكليف المعيدين؟، ساعات التدريس، نعم فقد تعلل بأن ساعات التدريس محدودة ولا تتطلب تكليف بيشوى، والطريف فى هذا المبرر التافه، أن كلية بيشوى هى صاحبة حق التقرير إن كانت ساعات التدريس تتحمل من عدمه، ولتفاهة المبرر وعنصريته اندهشت الكلية ورفعت مذكرة تطالب فيها بحق بيشوى فى التعيين كمعيد، كما قام عميد الكلية بإرسال عدة رسائل عبر الفاكس إلى رئيس الجامعة ونائبها العنصريين، طالب فيها بحق بيشوى لكن للأسف دون استجابة تذكر، فاجتمع أساتذة قسم التصوير ووقعوا مذكرة بأحقية بيشوى في التعيين وتم إرسالها للعنصريين رئيس الجامعة ونائبه، وللأسف تجاهلا هذه المذكرات.
هل توقف الأمر عند هذا الحد، لا.. تخيلوا النقاء والجمال لشباب مصر، طلبة قسم التصوير سمعوا بالظلم الواقع على زميلهم، اتصلوا ببعض واجتمعوا داخل الكلية، وحرروا مذكرة إلى رئيس الجامعة العنصرى، طالبوا فيها بتكليف بيشوى، وبكل فخر وشجاعة قاموا بالتوقيع عليها، (وهذه المذكرات ننشرها ابتداء من الغد)، لكن للأسف رئيس الجامعة ونائبه تمسكا بالقاعدة: لا ولاية لمسيحي كافر على مسلم مؤمن داخل جامعة جنوب الوادي.
نقلا عن الاقباط متحدون بقلم: علاء عريبي