الوفد- كتب: عبدالوهاب شعبان | الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١١ - ٠٩: ٥٨ م +02:00 CEST
أتحدث معكم عن تجربة حقيقية من واقع وجودي في «إمبابة» لما يقرب من نصف قرن، خادماً لشعبها عبر مسئوليتي عن كنيسة الملاك
.. كانت تلك العبارة المطولة مفتتحاً لـ «حديث» القمص بولس كامل، الذي يلقب بـ «شيخ الكهنة» باعتباره أقدم كهنة إمبابة.
بـتلقائية شديدة بسط كامل.. جناح الذكريات، مستحضراً أمام عينيه، أوراقاً بيضاء في صفحات التاريخ التي كادت تندثر، لولا ثورة 25 يناير التي جاءت «إنقاذا آلهيا» لـ « الشعب المصري» من مرحلة الانحطاط.
أحاديث الشجن التي تجري علي الألسنة لـ «شرح» عمق العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر، تقف علي أعتاب القلب، رافضة التسلل إلي ضلوعه، يأتي ذلك لـ «روتينية» تغلب علي أحاديث الحفلات الرسمية، المغلفة بـ «سياج إعلامي» يفرض « قالباً» واحداً علي مجريات الحدث والحديث.
عند «بولس كامل» لا يعرف القاموس مصطلح «الفتنة الطائفية» وإنما يقف المشهد عند ذكريات عمرها 48 عاماً لم ير فيها « الكاهن» إلا مصريين متكاتفين، حسب تعبيره.
يقول القمص بولس كامل بدأنا في إنشاء كنيسة الملاك عام 1964 وقتها، كانت أزمة «صب» السقف المسلح، في ندرة وجود المياه، عندئذ تدخل جيران الكنيسة المسلمون، وشرعوا في إحضار المياه من «طلمباتهم» الخاصة.
ويعرج شيخ الكهنة فوق «التكاتف» عند بناء الكنيسة، حتي يصل إلي حرب الاستنزاف التي عايشها «كاهنا» لافتا إلي دعوته لـ «المشايخ» والائمة القائمين علي مساجد «إمبابة» وجاءوا إلي الكنيسة، وألقوا محاضرات دينية عميقة، ولم يغادروا الكنيسة حتي حصلوا علي وعد بـ «زيارة» للمساجد وإلقاء محاضرة مماثلة.
ويضيف الكاهن الذي لم تسعفه الذاكرة بـ «تاريخ الزيارة» ذهبت إلي مسجد «الرحمة» بعد صلاة الجمعة، وألقيت محاضرة عن الصهيونية العالمية، واستمرت المحاضرة من الواحدة ظهراً، حتي 3 عصراً، عندئذ قررت التوقف ليتمكنوا من أداء صلاة العصر، لكنهم أصروا علي تحديد موعد آخر لـ «استكمال» المحاضرة.
ويسترسل القمص بولس كامل في سرد ذكرياته قائلاً « ذهبت بعد ذلك إلي مسجد الاستقامة بالمنيرة، وأكملت الحديث عن الصهيونية العالمية»، ويستطرد قائلاً « هكذا كانت المحبة والتواصل بين كهنة الكنائس وعلماء المساجد».
وحول الأسباب التي بدلت الأجواء الطيبة بأخري ملبدة بـ «التربص» وتصيد الأخطاء، قال كامل « اللي اتغير حاجة واحدة، إن المشاكل لما بتحصل بين مسلم ومسلم لا أحد يتحدث وكذلك بين مسيحي ومسيحي، لكنها إذا احدثت بين مسلم ومسيحي أطلقوا عليها مصطلح «طائفية» حتي تعكر صفو العلاقة بين المسلمين والأقباط.
جاءت إطلالة «شيخ الكهنة» علي العلاقة بين المسلمين والأقباط، خلال كلمة له أثناء حفل إفطار كنيسة مارمينا مساء أول أمس والذي أطلق عليه «إفطار المحبة الوطنية».